السمات الأساسية للتوحد هي الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ووجود سلوكيات متكررة، ويرتبط عادة بتأخر النطق. هذه الأعراض متباينة من طفل إلى آخر، لذلك يجب عرض الطفل على الطبيب المتخصص لتشخيص حالته.
لا يزال تشخيص معظم الأطفال يتم بعد سن الرابعة، على الرغم من أنه يمكن تشخيص مرض التوحد بشكل موثوق به في سن الثانية.
وعادة تبدأ الأعراض في الظهور بوضوح مع بعد عمر عام، وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بفحص جميع الأطفال للكشف عن التوحد بين 18 و24 شهرًا من العمر.
ما الأعراض الرئيسية للتوحد؟
أعراض طيف التوحد متباينة ومتفاوتة، ويمثل كل شخص حالة خاصة، وربما هذا ما يحير العلماء بشأن علامات التوحد لأنها، على سبيل المثال، قد تتفاوت بين اللامبالاة والعنف الشديد، لهذا يطلق على اضطراب التوحد "طيف". ومن بين علامات الإنذار التي تستوجب الانتباه:
الأعراض السابقة قد تظهر بعضها لدى الأطفال النموذجيين، لكن يجتمع معظمها في أطفال التوحد. وبعض أطفال التوحد لا ينتبهون للأحداث من حولهم، أو لغياب أو ظهور شخص ما بالقرب منهم (بيكسلز)
إذا شعرت أنت أو طبيب طفلك بالحاجة إلى الفحص، فيمكن إحالة طفلك إلى طبيب أطفال متخصص في النمو أو طبيب نفسي أو طبيب أعصاب، يمكنه إجراء تقييمات سلوكية خاصة بالتوحد.
لا يوجد فحص دم لتشخيص اضطراب طيف التوحد. ويتم التشخيص بناءً على السلوكيات المرتبطة بالقصور في التواصل الاجتماعي وإظهار السلوكيات المتكررة.
في حوالي 25% من حالات التوحد، يمكن تحديد سبب وراثي محدد. ومن المحتمل أن تتضمن الـ75% المتبقية من الحالات مجموعة معقدة من العوامل الوراثية وتأثيرات بيئية لم يتم تحديدها بعد.
ولا يوجد دليل على أن مواد كيميائية معينة أو اختلافات غذائية تسبب التوحد.
أظهرت الدراسات أنه من بين التوائم المتطابقة، إذا كان أحد الأطفال مصابًا بالتوحد، فسوف يتأثر الآخر بحوالي 36% إلى 95% من الوقت. وفي حالة التوائم غير المتطابقة، إذا كان أحد الأطفال مصابًا بالتوحد، فإن الطفل الآخر يتأثر بحوالي 31% من الوقت.
تشير الأبحاث إلى أن الجينات تشارك في الغالبية العظمى من الحالات، فالأطفال المولودون لأبوين أكبر سنًّا هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
الآباء والأمهات الذين لديهم طفل مصاب باضطراب طيف التوحد لديهم فرصة بنسبة 2 إلى 18% في إنجاب طفل ثانٍ مصاب أيضًا.
التطعيمات هي حجر الزاوية في الصحة العامة وتحمي الناس من العديد من الأمراض المعدية والقاتلة.
وتجري الوكالات الحكومية بشكل روتيني تحليلات شاملة للأدلة الطبية والعلمية الحالية بشأن مأمونية اللقاحات والأضرار المرتبطة باللقاحات والآثار الجانبية لها. وفي حين أن هناك أدلة على بعض الآثار الضارة النادرة المتعلقة باللقاحات، مثل التهاب الدماغ والإغماء، فإن الأدلة تظهر أنه لا توجد روابط بين التطعيمات والتوحد.
في عام 2021، أفاد مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن ما يقرب من طفل واحد من بين كل 44 طفلا في الولايات المتحدة مصاب باضطراب طيف التوحد (ASD).
كما أفاد بأن واحدا من 27 ولدا مصابٌ بالتوحد، و1 من كل 116 فتاة مصابة بالتوحد، وأن الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد 4 مرات من الفتيات.
وقد قدر مركز السيطرة على الأمراض أن طفلًا واحدًا مصاب بالتوحد من بين 54 في 2020، بينما قدر أن طفلا واحدا من بين 68 طفلًا مصاب باضطراب طيف التوحد في 2016، وذلك بزيادة 30% على تقديراته لأعداد المصابين بالتوحد في عام 2012.
ولا يوجد سبب واضح لهذه الزيادة، ولا يرجح أنها زيادة في الأعداد بقدر ما هي زيادة الوعي بالتشخيص الصحيح بالتوحد.
يقدر أن 40% من المصابين بالتوحد غير لفظيين أو لديهم مشكلات في النطق، ومن ثم في التعبير عن أنفسهم.
هناك تصور شائع بأن الأشخاص في طيف التوحد لديهم معدل ذكاء أعلى، ولكن لا يوجد دليل على ذلك، باستثناء بعض الدراسات التي ربطت بين مستويات الذكاء المرتفعة للغاية والتوحد في نطاق محدود من أعداد المصابين به.
يعاني 31% من الأطفال المصابين بالتوحد من إعاقة ذهنية (معدل الذكاء IQ أقل من 70)، ويواجهون تحديات كبيرة في الوظائف اليومية، و25% من أطفال التوحد يقدر معدل ذكائهم من (71-85).
يمكن لطفل التوحد الاندماج مع مجتمعه (الأسرة/ المدرسة/ الفرق الرياضية) بعد تلقي تدريب سلوكي مكثف يؤهله للاندماج، والاستقلال في الوظائف اليومية من دون الحاجة إلى المساعدة.
لم يصل العلماء حتى الآن لعلاج قادر على تحقيق الشفاء من التوحد، غير أن التدخل السلوكي المكثف المبكر، بناءً على التحليل السلوكي التطبيقي، فعال في تحسين اللغة والوظيفة والسلوك لدى الأفراد المصابين بالتوحد.
هناك نوعان من الأدوية، ريسبيريدون وأريبيبرازول، يمكنهما تحسين السلوكيات الصعبة مثل الضيق العاطفي والعدوانية وفرط النشاط وإيذاء النفس، لكن هذه الأدوية لا تؤدي إلى تحسين المهارات الاجتماعية أو التواصل.
يمكن أن تؤدي التدخلات التي تركز على تدريب الوالدين والعلاج السلوكي المعرفي إلى تحسين المهارات الاجتماعية والتواصل واستخدام اللغة وإدارة السلوكيات الصعبة.
ما التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن في أبحاث التوحد؟
في السنوات الخمس الماضية، حقق العلماء تقدمًا كبيرًا في اكتشاف الجينات التي تسهم في التوحد. مع هذه المعرفة، كان هناك أيضًا تقدم كبير في فهم ما قد يكون مختلفًا في خلايا دماغ الشخص المصاب بالتوحد. ويعمل العلماء في العديد من المجالات من أجل فهم عميق للآليات التي تؤدي إلى التوحد.
تسمح الأنشطة الرياضية الفردية مثل التزلج أو المشي لمسافات طويلة أو الغولف أو ركوب الدراجات أو اختراق الضاحية للأفراد المصابين بالتوحد بالمشاركة في الترفيه دون التفاعلات الاجتماعية التي قد تسبب الإجهاد.
وجد الباحثون أن الغرق هو أكثر الإصابات المميتة شيوعًا بين الأطفال المصابين بالتوحد.
الأطفال المصابون بالتوحد الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا أو أقل، أكثر عرضة للوفاة من الغرق بمقدار 160 مرة من الآخرين.
يجد بعض أطفال التوحد أن كتم الصوت تحت الماء ممتعا إلى حد كبير، ففي الوقت الذي يتشبث فيه الأطفال النموذجيون بجوانب حوض السباحة، يندفع أطفال التوحد نحو الماء من دون إدراك خطورة ذلك.
حتى عندما يعلمون أنهم في مأزق، فقد لا تكون لديهم القدرة على التواصل ليقولوا إنهم بحاجة إلى المساعدة. ومع اختلال التنسيق الحركي لدى البعض منهم، قد لا يتمكنون من سحب أنفسهم من الماء.
ومع ذلك، تعليم السباحة يمثل تحديا كبيرا لأطفال التوحد، لكن يمكنهم تعلم السباحة بأمان، باستخدام مهارات مثل التحكم في التنفس وكيفية الانقلاب في الماء.
ركوب الخيل العلاجي يتضمن تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مهارات الفروسية، ورغم أن "أبقراط" ذكر لأول مرة استخدام الخيول علاجيا في كتاباته اليونانية القديمة حوالي عام 400 قبل الميلاد، فإن المعالجين في أوروبا لم يبدؤوا حتى الستينيات من القرن الماضي في استخدام الخيول لمساعدة المرضى الذين يعانون من الاضطرابات العصبية العضلية مثل الشلل الدماغي أو إصابات الدماغ.
ويعتقد المعالجون أن حركة الحصان أحدثت تغيرات عصبية ساعدت في تحسين التحكم بوضعية الشخص وقدرته على ضبط مشاعره وسلوكياته.
عاد المعالجون الأميركيون والكنديون المدربون في أوروبا بخبرات العلاج بركوب الخيل في ثمانينيات القرن الماضي، وشكلوا الجمعية الأميركية للعلاج بركوب الخيل.
يقول لويس برادي، اختصاصي أمراض النطق واللغة ومؤلف كتاب "تطبيقات من أجل التوحد" (Apps for Autism) لموقع بارنتس (Parents) إن "الحصان يعد حافزا قويا، ويمكن الاستفادة من هذا الحماس في تدريس التواصل أو المهارات الاجتماعية أو الحركية الدقيقة أو أي مهارة مستهدفة".
سواء كنت أحد الأبوين لطفل التوحد أم لا، فقد يمكنك المساعدة في تهدئة طفل التوحد إذا واجه نوبة غضب شديدة، من خلال التالي:
وأخيرا، رغم صعوبة التحديات التي يواجهها أطفال التوحد، فإن لديهم مستقبلا واعدا في الاندماج بالمجتمع وتحقيق نجاحات غير مسبوقة، إذا تلقوا التأهيل المناسب. ويمكن البحث في تاريخ كثير من الموهوبين والفنانين والرياضيين والعباقرة ورجال الأعمال البارزين الذين أعلنوا عن أنهم مصابون بدرجة ما من طيف التوحد.
هل لديك حساب
ليس لديك أي حساب