عادة يتم
اكتشاف أن الطفل مصاب بمتلازمة داون مباشرة عند الولادة , ويجب أن يتم البدء
بتقديم الخدمات لهؤلاء الأطفال بمجرد أن يتم التشخيص .
وتعد برامج التدخل المبكر للتعامل مــع أي إصابة لتحقيق الحاجات الجسدية و
التطور التواصلي و اللغوي و التطور الاجتماعي و العاطفي .
و
يكون التدخل من عمر ( 0 - 2
سنة ) تدخلا" مبكرا" يهدف إلى الوقاية و تخفيف الآثار المتوقعة و ذلك
استعدادا" للمستقبل , و يتم التركيز خلال هذه الفترة على الإرشاد الأسري و /
أو التعامل المباشر مع الطفل .
ويشمل التقييم النطقي و اللغوي و التدخل المبكر خلال السنتين الأولين
لأطفال متلازمة داون :-
-
قياس السمع
.
-
تقييم
الأكل ومشاكله .
-
ووسائل
التواصل المساعدة ( فالتواصل لا يشمل اللغة و النطق فقط ولكن أيضا" جميع
وسائل التواصل مــن تعابــير الوجه و الابتسام و الحركات والإشارة و الهدف من
الاتصال كما هو معروف هو أن يفهم الناس بعضهم بعضا" و أن يتم ذلك بفعالية ).
وتعتمد برامج التدريب من عمر ( 0 –
2 سنة
) في الغالب على المنزل حيث يقوم الاختصاصين بعمل جلسات تدريبية للأهل و يشمل
التدريب غالبا" الاستثارة الحسية , حيث يكون لدى معظم الأطفال ذوي متلازمة
داون مشاكل باللمس و بالتالي قد يرفضون تفريش أسنانهم و / أو قد يكون لديهم تفضيل
لبعض الأطعمة أو الكثافات المعينة من الأطعمة أو الأطعمة المخلوطة معا".
ويعرف ذلك بحساسية اللمس ( Tactile Defensiveness ) وباستخدام التدريبات الحركية الشفوية ( Oral – Motor Exercises ) تصبح حساسية الفم و الشفتين و اللسان أفضل , مما يمكن هؤلاء الأطفال من التحسن التدريجي . و يمكن عند ذلك أن تتحسن قدرتهم على المناغاة و إصدار الأصوات .
و
رغم الصعوبة فإنه غالبا" ما يعتمد 95 % من أطفال
متلازمة داون على الكلام كوسيلة تواصل أساسية و بينما قد يحتاج بعضهم إلى وسائل
تواصل انتقالية ( لغة الإشارة – لوحات التواصل – أنظمة اتصال بالكمبيوتر – لوحات
إلكترونية أو كهربائية ) لحين توفر القدرة على الاعتماد على الكلام .
وينبغي كذلك التعامل مع تنمية جميع
المهارات الحسية و اللمسية و التغذية الراجعة الحسية و من ذلك :-
-
تنمية
المهارات السمعية حيث يكثر احتمال الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى ووجود سوائل
بالأذن رغم عدم وجود مظاهر التهاب الأذن .
-
التأكد من
عدم وجود مشاكل بالأكل و التعامل معها إن وجدت .
-
التأكد من
عدم وجود مشاكل تنفسية و التعامل معها إن وجدت .
-
تنمية
المهارات البصرية .
-
تنمية
المهارات اللمسية .
-
تنمية
مهارات التمييز السمعي .
- تقوية الذاكرة .
و عندما يبلغ الطفل السنة الثالثة من العمر
و ما فوق يصبح التدخل و التعامل من المشكلات التي يواجهها الطفل مباشرا" , و
في الغالب ليس هنالك نمط معين للمشاكل النطقية و اللغوية خاصة بذوي متلازمة داون و
لكن يلاحظ أن معظم مشاكلهم تعبيرية أكثر من كونها استيعابية , وتكون المفردات أسهل
من النحو في الاكتساب و الاستعمال , كما أن لدى بعضهم مشاكل في تسلسل الأصوات في
الكلمات و كلما كانت الكلمات أطول كلما كانت الصعوبة أكثر , كما أن لدى معظمهم
مشاكل في وضوح الكلام ( فهم الآخرين لهم ) و هذا عائد في الغالب إلى عدم وضوح
مخارج الأصوات واستمرارهم في تطبيق بعض العمليات الصوتية مثل حذف مقطع و المماثلة
( Assimilation ) , كما أن لدى الكثير منهم مشاكل في التمييز
السمعي مما يؤثر على سماعهم لأنفسهم و الآخرين و تصحيح أخطائهم ( التغذية الراجعة
) , مثل التمييز بين المجهور و المهموس ( س – ز / ت – د ) .
كما قد تظهر لدى البعض منهم مشاكل في
الطلاقة ( التأتأة ) , وينبغي لفت الانتباه إلى أن مستوى نطق و لغة الطفل تكون
مناسبة لعمره العقلي و ليس لعمره الزمني .
كما لا يخفى أن كل طفل هو حالة خاصة لها فرديتها و لكن عموما" هناك خطوط عامة مشتركة , و لذلك يكون إعداد برنامج التدريب فرديا" حسب نمط المشكلة و احتياجات كل طفل على حدة .
و ينبغي إدراك أن الأسرة يجب أن تشترك
وتكون جزءا" من البرنامج و هذا يشمل الأخوة و العائلة الكبرى الممتدة و
الأصدقاء و المعلمات , حيث يتعلم الطفل الاستعمالات اللغوية من أنماط الحياة
اليومية حيث توفر الأسرة و الأصدقاء أجواء حقيقية للطفل , و يشاركونه في الحديث ,
ويساعد اختصاصي النطق و اللغة كل طفل في تسهيل عملية التواصل بفاعلية بشكل مباشر
أو إعداد برنامج منزلي لتطبيقه في المنزل أو الاثنين معا" .
و الخلاصة فإن التدريب النطقي و اللغوي
بعد لكل طفل حسب حاجاته الخاصة و يتم التركيز على الأمور التالية :-
-
تمرينات
تحضيرية لمحايدة الإحساس .
-
تمرينات
تحضيرية لأعضاء النطق ( حركية و شفهية ) .
-
تنمية
مهارات الحضور و الانتباه و التركيز و إطاعة الأمور .
-
التكامل
الحسي لجميع الحواس .
-
مهارات ما
قبل اكتساب اللغة .
-
زيادة
المفردات .
-
تنمية
اللغة الاستقبالية .
-
تقوية
الذاكرة السمعية و مهارات التمييز السمعي .
-
زيادة طول
الجمل .
-
استعمال
اللغة بشكل صحيح في التواصل الاجتماعي .
- ثم العمل على وضوح الكلام بشكل يناسب قدرة كل طفل أقصى ما يمكنه تحقيقه من تقدم.
و ينبغي دائما" التذكير بأهمية البدء بالتعامل المبكر مع الطفل , أي
بمجرد الاكتشاف أو في أقرب وقـــت متاح للبدء بالتحضير و التدريب .
هل لديك حساب
ليس لديك أي حساب